نرحب برسائلكم وآراءكم

الأربعاء، 17 يونيو 2009

بيان جمعية التجديد الثقافية لمناسبة رحيل الداعية المجاهدالدكتور فتحي يكن



بسم الله الرحمن الرحيم
" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً "(23) الأحزاب
نفتقدكم عالماً ثلم فقدُه الإسلامَ ثلمة، لقد كنت بحقّ عالمًا جليلاً، ومجاهدا مقدامًا، وداعية وحدة وإلفة، بك وُئدتْ الفتنة المذهبية في مهدها، فكنت أنموذجا لما ينبغي أن يكون عليه العلماء الحارسين للملّة المؤتمنين على الأمّة, الذين بهم يُهتدى ويُسترشد في مدلهمّات الأحداث الجسام.
برحيلك فقدك المؤمنون بينهم جسدًا، ولكنك تبقى أبدًا برغم رحيلك الأليم جذوةً في قلوبهم وذكرى لا تنطفئ، ولئن آلم المؤمنين فراقُكم.. فعزائُمهم وعهودُهم قائمةٌ بأن يمدّوا خُطى نهجكم القويم، لرأب صدع الأمّة كلما انفتق، ولمؤاخاة طوائف المسلمين والتأليف بينهم، وليكونوا جياد السبق الحصينة التي تسدّ الثغور بالمَنعة حين يمتطي المريدون بهذه الأمة سوءاً فرس الاعوجاج لإعادة إنتاج الجاهلية الأولى.
داعيةَ خيرٍ كنت أيها الشيخ الجليل.. إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، تروم العدل والإحسان وتعمل به، وتصدع بقول كلمة الحقّ في وقت عزّ فيه المغيث، فنصحتَ لله ورسوله وللمؤمنين، وأممتَ المصلين في الساحات بصلوات جامعة تخترق بروحها الجامعة حواجزهم المذهبية، تصيح في آذان أبناء أمّتنا أن سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة ليس فيها إلا "المسلم أخو المسلم"، والمسلم للمسلم نصرٌ على عدوّ الإنسان، فكنت القوي الأمين المؤتمن على خاصرة لبنان الرخوة، تذود عن أهل الثغور بما أُوتيت من عزم وحزم، وقوّة وعلم وحكمة، فجزاك الله خير جزاء الأوفياء المجاهدين الصابرين على الأذى في جنب الله، وحشرك مع النبيين والشهداء والصديقين، في أعلى عليين، وهدى بنهجك الأجيال.
إنا لله وإنا إليه راجعون
جمعية التجديد الثقافية- مملكة البحرين
15-06-2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق