نرحب برسائلكم وآراءكم

الاثنين، 22 يونيو 2009

مبرّدات لصيفنا الساخن


القارئ المحترم ،، أسعد الله أوقاتكم
مبرّدات لصيفنا الساخن
* رابحة الزيرة
منذ أن حلّ علينا الصيف باكراً هذا العام وأنا أمنّي النفس أن أكتب مقالاً يبرّد على القرّاء لكي لا نكون أنا وحرارة القيظ عليهم فنساهم كلانا في "رفع" درجة حرارة الحياة، ولكن في كل مرة تستحوذ على تفكيري قضية (ساخنة) من قضايانا القديمة والمستحدثة فأؤجل المقال "المبرِّد" لقلوب القرّاء لعلمي بأننا لازلنا بانتظار أيامٍ أكثر حرارة فأدّخره ليوم آخر، ولكن ثمة ارتفاع في وتيرة حرارة الأحداث بحيث لو سايرتها قد لن يأتي اليوم الذي أكتب فيه عن الحبّ والصفاء والسلام والعرفان، فبعد نتائج انتخابات لبنان التي يُذكر أنها كانت الأكثر فساداً (!)، وانتخابات إيران الأسطورية بنسبة المشاركين فيها، والأوسع جدلاً بما تمخّضت عنه من نتائج كانت بمثابة زلزال سياسي لأعدائها ونصر تاريخي لأصدقائها، وكانت مثيرة للكثير من القلق للإمبريالية الغربية التي لن تهدأ حتى ترى "الشرق" "عبد العبيد" للغرب، على منوال ما جاء في التوراة المزوّرة أن "يكون كنعان عبد العبيد لسام"! بعد هذه الأحداث يبدو أنّ انتظار صيف هادئ أمنيةٌ ليس إلاّ.
خطاب "نتن ياهو" الأخير كان يجب أن يُصنّف ضمن الأحداث الساخنة التي تزيد من حالة الاحتباس الحراري (!) في النفوس بسبب ما فيه من منطق فاسد، وتعنّت، وعنصرية، واستبداد بالرأي، ومغالطات تاريخية، وكذب، وخداع، وظلم، وطغيان، إلاّ أنه ويا للعجب - أثار القليل من ردود الأفعال (الفاترة) من قبل الحكام العرب الذين ربما تحوّلوا إلى مخلوقات من ذوات الدم البارد بحيث لم يستشعروا التهديد من كلامه، بينما أفرح خطابه الغرب وأرضاه لأنه سمح للفلسطينيين أصحاب الأرض - أن تكون لهم دولة (منزوعة الصلاحيات) و(قابلة للعيش)، فكانت استجابة وسائل الإعلام لهذا الخطاب مساوية لردود أفعال الساسة، مع أنه كان يجب أن يُشبع تحليلاً وتوضيحاً ومناقشة ليكشف عن التهديد الحقيقي الذي يواجه الأمة.
التلوّث البيئي ساهم كثيراً في ارتفاع درجة حرارة الأرض، والتلوّث الإعلامي إن صحّ التعبير يساهم أكثر في ارتفاع نسبة التضليل والكراهية، وبثّ الفرقة ونشر الأحقاد في المجتمعات، وخاصة إذا اتّسم بالسطحية واللحظية في التحليل والنقل، كما هي سمة أكثر إعلامنا اليوم، ...
أكمل المقال
* كاتبة بحرينية - عضو جمعية التجديد الثقافية
الإثنين 22-06-2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق